Wednesday, October 26, 2011

شهيد ينقذ شهيد

شهيد ينقذ شهيد 
ما العمل ... ماذا أفعل ... صديقي ملقى على الأرض ينزف دما ... صديقي يموت لأحيا بعزة وكرامة . ما العمل والقناص المجرم ينتظر ... أصوات من معي تعلو بالتكبير مختنقة بالبكاء المرير والألم والعجز .
ترددت لحظة .. تذكرت أسرتي مستقبلي أحلامي .. لكن تذكرت أسرة صديقي أيضا مستقبله أحلامه .. لا أستطيع تركه لا لا .. استجمعت شجاعتي ونطقت الشهادتين .. وانطلقت .. مشروع شهيد آخر .. كنت أعرف مصيري ولكن الأمل بانقاذ صديقي  كان أكبر .. تذكرت أقوالي عن الموت واقفا على أن أحيا راكعا .. لطالما أعتبرت نفسي رجلا والرجال لاتهاب الموت .
انطلقت نحو الشهيد وحاولت سحبه وانا أسمع زخات الرصاص .. ولكن .. شعرت أنني أصبت .. سقطت بقرب صديقي .. لقد حاولت .. نعم .. لطالما تمنيت الشهادة  .. ابتسمت منتصرا واحسست بروحي تفيض ...
نعم فحياة الشجاع في موته .. وموت الجبان في حياته.

اسمي الشهيد جمال الفاضل حاولت إنقاذ الشهيد طارق الأحدب ونجحت في أن أكون شهيدا أيضا في أحد أزقة حمص العزة الخالدية مساء 23/10/2011